الجمعة، 20 فبراير 2015

داعش على الأبواب والجزائر في خطر



إذا كان ما يسمى بتنظيم الدولة قد أسس لقبائله، في بعض البلدان المنهارة، التي تمزقت فيها الدولة نهائيا، مثل اليمن وسوريا والعراق وصولا إلى ليبيا، فأصبحت له محاكم وسجون وحتى مدرّعات وسيارات من آخر طراز من رباعية الدفع لا تمتلكها حتى بعض الجيوش، فإن كل البلدان المحيطة بهذه الدولة التي تنمو إلكترونيا ونفسيا أيضا في يوميات الناس بشكل رهيب، بسبب ما تبثه في كل دقيقة من صور وفيديوهات، قد صارت على مقربة من التصادم بهاته الجماعات، التي تبدو أنها أقوى بكثير من تنظيم القاعدة، الذي لم تخدمه التكنولوجيا كما تخدم داعش الآن، ولم يخدمه استقرار البلدان العربية والإسلامية في السنوات الماضية.
كما تخدم الفوضى هذا التنظيم الذي وضع أسسه في بلاد، تعدد فيها المتخاصمون، كما حدثفي سوريا، حيث تمكّن الثوار الحقيقيون المعارضون للنظام السوري، من تضعيف بشارالأسد وجماعته، وتمكّن النظام السوري من تضعيف الثوار، فوجد التنظيم نفسه بين ضعيفين،فزرع نفسه كطرف قوي في معادلة الحرب الأهلية، ثم انتقل إلى العراق وفي أجواء لا دولةفيها، تمكن من احتلال الكثير من المحافظات، وحقق فيها جميعا ما لم تحققه القاعدة فيسنوات قوتها، من العراق وسوريا، وتضرّرت البلدان المحيطة بها، ومنها الأردن التي دفعطيارها الأسير الكساسبة الثمن حرقا، في منظر هزّ العالم بأسره، وفي السرّ والكتمان، وصلالتنظيم إلى ليبيا، ويخشى الكثيرون أن تكون عملية اغتيال القبطيين المصريين، بداية،وليست حادثا منفردا أو عابرا، فمعروف عن التنظيمات الإرهابية، أن روح بقائها هيالخبطات الإعلامية الكبرى، التي لا تكون بسوى مثل هاته العمليات الدامية، كما كانت تفعلالجماعات المسلحة بمختلف أجنحتها في الجزائر، ضمن حرب بقاء، وحرب نفسية طويلةالأمد، ولكنها من دماء الأبرياء، خاصة عندما تعجز هاته التنظيمات عن الوصول إلى الصيدالسمين، من عساكر ورجال سياسة ودين، فإن المجازر الجماعية تصبح وظيفتها الأولى.
وإذا سلّمنا بأن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن قد وُلد في أفغانستان التي لا تملك أيإمكانات مادية باستثناء بقايا من ثروة أسامة بن لادن، ومع ذلك تمكنت من التحرك فيمختلف القارات في زمن لم يكن فيه للأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أي تأثير، ووصلتالقاعدة حتى إلى شمال إفريقيا باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فإن داعشحاليا وبهاته القوة على الحدود مع الجزائر، التي تعتبرها مكانا سبق له وأن شهد تنظيمات،لا تختلف عنها في توجهاتها، خاصة أن تقارير إعلامية واستخباراتية تونسية وغربية، أكدتبأن القادة الكبار لهذا التنظيم من دولة مجاورة لليبيا وللجزائر وهي تونس، مما يعني أنالوصول إلى أي هدف في دول المغرب العربي، لن يكون بنفس الصعوبة، كما كانت الحال معتنظيم القاعدة حسب تصوّر هاته الجماعات التي تقدم في الفترة الأخيرة استعراضاتإلكترونية يتابعها الملايين من البشر من باب الفضول، فيها الكثير من التمويه وبعضالحقيقة، لأن بعض الصور التي لم تمسسها تقنيات الفوتو شوب قدمت صورا لمدرعاتومحاكم عالية البنيان .
وكانت شهادات جزائريين عادوا من ليبيا في الأشهر الأخيرة بعد تدهور الأوضاع الأمنية قدتحدثت  عن السقوط الفعلي للكثير من المدن الشرقية في ليبيا، وقراهافي أيدي تنظيمات، تمتلك المال الوفير بعضه سُرق من بعض خزائن نظام معمر القذافيالمنهار، والبعض الآخر من الحواجز المزيفة ومن الفدية، جعلها تبني ما يشبه الدويلاتالدامية، في دولة ليبيا التي تدفع الآن ثمن التدخل العسكري الذي قادته فرنسا في عهدالرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
ويخشى البعض من أن تتحول الضربات الجوية، التي باشرتها مصر، منذ إعدام مواطنيهاالأقباط، والتدخل الوارد من فرنسا وإيطاليا وحتى الإمارات العربية المتحدة جوا وبرا وبحرا،إلى حالة فرار طبيعية من بعض أفراد هذا التنظيم الذين لن يتقدموا بكل تأكيد نحو شرق البلادوإنما نحو غربها، حيث توجد تونس والجزائر، مستغلة تواجد بعض الأطراف من التنظيم فيتونس، وفتوّة هذا البلد مع الدولة الديمقراطية الجديدة، واستغلالا للحالة الاجتماعية البائسةلبعض التونسيين.
هل أعجبك الموضوع؟ اذن شاركه مع اصدقائك!

التعليقات :

إرسال تعليق

رجاء تجنب استعمال التعليقات لبث روابط إعلانية. كذلك ننبه إلى ضرورة الالتزام بصلب الموضوع وعدم الخروج عليه حتى لا يفقد الموضوع أهميته.

اعضاء راس الوادي نيوز